وجه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة أمس بتمديد توقيف خمسة من منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحقيق معهم على خلفية عملية دهم لمنزل مواطن نفذوها دون إذن مسبق من إمارة المنطقة.
ويأتي توجيه أمير المدينة تزامنا مع الكشف عن حالة تعد جديدة لفريق من هيئة المدينة، اعترض مواطنا وشقيقته بشبهة الخلوة، وملاحقة أعضاء من الهيئة في مكة المكرمة لمواطن وزوجته بزعم عدم القرابة بطريقة وصفت بأنها مشابهة لمطاردات الأفلام الأمريكية.
وأكد توجيه الأمير عبد العزيز بن ماجد على أن أعضاء الهيئة الخمسة خالفوا نظام تفتيش المساكن الذي لا يسمح لأي جهه بتنفيذ عملية دهم إلا بموافقة الإمارة وفقا للمادة 25 من نظام الإجراءات الجزائية.
وأوضحت مصادر «عكاظ» أن فريقا من هيئة المدينة داهم منزلا بناء على بلاغ عن خلوة غير شرعية في المنزل، وأثناء عملية الدهم المفاجئة قفز مواطنان من سطح البناية خوفا من الدهم المفاجئ ما تسبب في سقوطهما وإصابتهما بجروح.
وتحركت شرطة الخالدية في المدينة لمباشرة الحادثة، إذ أوقفت أعضاء الهيئة وفتحت تحقيقا في الحادثة ومن ثم حول ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام التي أمرت بإيقاف الأعضاء.
من جهته لم يجب المتحدث الإعلامي في هيئة المدينة على اتصالات ورسائل «عكاظ» لاستقصاء وجهة نظر الهيئة إزاء الحادثة.
وعلى إثر إيقاف أفراد الهيئة تكشفت قضية جديدة، إذ أبلغ «عكاظ» المواطن سامي الحربي أن ثلاثة من أعضاء هيئة المدينة اعترضوا طريق شقيقته أثناء إيصالها من حلقة لتدريس القرآن الكريم في الحرم النبوي الشريف.
وقال الحربي : «عندما اقتربت شقيقتي من السيارة تفاجأت برجل يفتح باب السيارة من جهة شقيقتي والآخر وقف عند باب السائق وثالث فتح الباب الخلفي المباشر لشقيقته وطلبوا إثبات القرابة، ووضع عضو الهيئة الذي كان من جهة باب شقيقتي قدمه أمامها كي لا تركب السيارة ونهرب».
وبين الحربي الذي كان يعتقد بأنه لا يمكنه مقاضاة موظفي الهيئة : «قدمت بطاقتي الشخصية وطلبت أن يسألوا عن أي شيء، إلا أنهم طلبوا بطاقة هوية الأسرة (كرت العائلة) فقلت لهم إنني لست ملزما باصطحابه في كل مكان، وأنقذت شقيقتي موقفنا عندما قدمت شهادة اتمام دورة تحفيظ القرآن التي حصلت عليها قبل دقائق من الحادثة».
وخلص الحربي إلى أنه كان يتوقع من رجال الهيئة أن يقدموا اعتذارا عن طريقة التعامل المبنية على الاشتباه الخاطئ، مؤكدا أن قائد الفرقة اكتفى بالقول : «فكك الله».
وفي مكة المكرمة استنجد مواطن بالدوريات الأمنية أمس إثر ملاحقته بسيارة تابعة لهيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وأخرى غير رسمية أثناء اصطحاب زوجته ووالدتها من جامعة أم القرى .
و اعترض المواطن على دهم أفراد الهيئة ووصفها بالمشابهة لملاحقات الأفلام الأمريكية، موضحا : «أغلقوا الطريق بالسيارتين، وطلبوا مني النزل وسرعة إثبات صلة القرابة، ما دفعني إلى الاستنجاد بالشرطة التي أخذتني وزوجتي وأمها إلى القسم لإثبات صحة كلامي أو مزاعم الهيئة».
وأكد لـ «عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان أن «المواطن أثبت أن زوجته وأمها هما اللتان كانتا معه».
إزاء ذلك بين الناطق الإعلامي في فرع هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في العاصمة المقدسة سالم السرواني أن أعضاء الهيئة «أعدوا محضرا بالواقعة وسلم للدوريات الأمنية ميدانيا و أحيلت القضية إلى جهات الاختصاص لاستكمال التحقيقات».